يستطيع كلٌ منا أن يشعر بأنه ليس في أفضل حالاته الصحية؛ فقد تجد نفسك تشعر بالتعب في الكثير من الأوقات، وقد تشعر أن جهازك الهضمي لا يعمل بشكل جيد كما كان، كما أنك تصاب بنزلات برد من وقتٍ لوقت. بالإضافة أنك قد تجد نفسك لا تستطيع التركيز بشكل جيد، ويصيبك القلق والاكتئاب.
ما يهون عليك كل هذا أنك تستطيع باتباع نمط حياة صحي تحسين صحتك. ليس هذا فحسب، بل إن أسلوب الحياة الصحي لا يلزمك بتغيير شامل لحياتك بين عشية وضحاها؛ تستطيع إضافة تغيرات صغيرة من وقت لوقت من شأنها أن تحسن مستوى حياتك الصحية. تغيير واحد فقط، يستطيع أن يحفزك على الاستمرارية والنجاح نحو حياة صحية كريمة.
يختلف الكثير في تعريف الحياة الصحية، وذلك لأنه لا يوجد طريقة واحدة تجعلك بصحة جيدة. ولكن، يمكننا القول أن أنماط الحياة الصحية هي الأمور التي تفعلها وتجعلك سعيدًا وراضيًا. فقد يكون المشي عدد ما من الكيلومترات يوميًا أمرًا يجعل شخصًا ما في قمة سعادته، قد يكون أيضًا الوقت الذي يقضيه شخصٌ آخر مع أحبائه عدد مرات في الأسبوع هو أسلوبه لاتباع حياة صحية. قد تكون الحياة الصحية في اتباع روتين تدريب كمال أجسام مرتين في الأسبوع مع اتباع نظام الكيتو الغذائي مثلًا. أي كان النشاط، أنت من يُعرّف أسلوبك الصحي لحياتك.
التغيرات الصحية التي تُضيفها لحياتك، تؤثر في عقلك وجسمك وبيئتك ومحفظة أموالك. أحد الفوائد التي ستجنيها باتباع أسلوب حياة صحي:
يُساعدك اتباع أسلوب حياة صحي على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المختلفة، بما فيها الأمراض التي تنتقل في عائلتك، وأمراض العصر كالسكري النوع الثاني وأمراض القلب والكبد وغيرها. في دراسة أمريكية حديثة، وجدوا أن البالغين ممن اتبعوا نظامًا غذائيًا قياسيًا غنيًا بالخضروات والعناصر الغذائية لمدة 8 أسابيع، قد انخفضت خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يوجد علاقة وطيدة بين الحياة الصحية والعيش الطويل (بعد أقدار الله). فمن لم يُدخن مطلقًا في حياته، ويحافظ على وزن صحي، ويملك روتين أسبوعي رياضي، ويتبع نظام غذائي معين، لا يُمكن مساواته مع غيره ممن يُدخن ووزنه غير صحي وقليل أو منعدم الحركة، ولا يحصل على العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه يوميًا. قليل من التغيرات الصحية قد تحدث تغيير في متوسط عمر الإنسان بعد مشيئة الله.
الأطعمة المصنعة التي أصبحت تغزو المتاجر وفي المقابل بيوتنا، تؤدي إلى انبعاثات غازات؛ وهذا بدوره يزيد من الاحتباس الحراري. كما تستهلك الأطعمة المصنعة كميات كبيرة من الماء وتُخلف بعدها نفايات بلاستيكية ضخمة. هذا غير الموارد الطبيعية الأخرى التي تستهلكها من أجل إنتاجها؛ وما يؤدي بدوره إلى انخفاض من التنوع البيولوجي وإزالة للغابات.
الاستهلاك الضخم للإنسان المعاصر يسبب مشكلات مناخية بدأنا برؤية نتائجها مؤخرًا، وما زلنا سنرى. يساعد اتباع نمط حياة صحي في تقليل الاستهلاك، وتقليل الاعتماد على صناعات مختلفة والتوجه إلى كل ما هو طبيعي. من اختيار المشي بدل ركوب السيارة، إلى الاستغناء عن المنتجات الغذائية المصنعة واستبدالها بمنتجات مزارع قريبة عضوية.
كلما كنت ذا صحة أفضل، قلت احتمالات زيارتك للأطباء وصرف المبالغ في الكشوفات والعلاج. فدينار وقاية خير من قنطار علاج.
إن فكرت في الأمر، ستجد أنه لا عيوب في اتباع نظام صحي، كون أن كل فرد يحدد بنفسه شكل ومظهر "الصحي" المناسب له؛ ويحقق له السعادة. ابحث دائمًا عن ما يجعلك سعيدًا، إن كنت لا تحب رياضة ما، ستجد غيرها مما يجعلك سعيدًا. وهكذا مع الطعام أيضًا؛ تستطيع الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها من شتى الموارد الطبيعية.
تبدأ رحلتك في اتباع أسلوب حياة صحي في وضع أهداف صحية تسعى لها، ثم تبحث فيما يُفيدك ويساعدك على تحقيق هذا الهدف. في قسم "حياة صحية" نشاركك مواضيع هادفة تمس العديد من الأهداف الصحية التي قد تسعى لها في طريقك.
نسعى عبر هذا المحتوى العربي الذي يستند على مصادر موثوقة إلى زيادة وعيك وإلهامك بالطرق المختلفة التي تستطيع تجربتها في رحلتك. كما نوفر تحدي الـ 21 يومًا إلى الصحة، والذي نعده كخط بداية لأي شخص يسعى بأن يجعل حياته أكثر صحية ويستمر على ذلك.