ما أعراض نقص فيتامين د؟ (دليل شامل 2022)

جدول المحتويات
Primary Item (H2)Sub Item 1 (H3)

 

يعد فيتامين د واحد من أربعة فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون، وهي فيتامينات (أ، د، هـ، ك)، حيث يحتاج الجسم إلى هذه العناصر للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية الهامة. يتميز فيتامين د بأنه الفيتامين الوحيد الذي يستطيع الجسم تصنيعه، وذلك من خلال تعرض الجلد لأشعة الشمس الصباحية وهي المصدر الرئيسي لفيتامين د، كذلك يمكن الحصول على فيتامين د بكميات أقل نسبيًا من بعض الأطعمة مثل منتجات الألبان وصفار البيض وفطر عيش الغراب، بالإضافة إلى الأسماك الدهنية كالرنجة والتونة والماكريل.[1]Champe PC, Harvey RA, Ferrier DR. Vitamins Biochemistry. 3rd ed. New York: Lippincott Williams and Wilkins; 2005. p. 371–93

أهمية فيتامين د

ما هي أهمية فيتامين د وكيف نتجنب نقص فيتامين د

يلعب فيتامين د دورًا رئيسيًا في الحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور بالدم وفق المعدلات الطبيعية، وذلك من خلال امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه على العظام، مما يمنحها الصلابة المطلوبة. أيضًا فإن فيتامين د ضروري لضمان السلامة والكفاءة الوظيفية للجهاز العضلي الهيكلي الذي يشمل عضلات وأربطة الجسم، فضلًا عن حماية القلب من المشكلات الصحية المزمنة، وتعزيز أداء الجهاز المناعي بما يساعد على الوقاية بشكل كبير من الأمراض المعدية، ولاسيما الأورام السرطانية. بشكل عام، تتجلى الأهمية الرئيسية لفيتامين د في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، وهي المشكلة الصحية التي قد تنشأ باعتبارها أحد أهم المضاعفات الناجمة عن نقص فيتامين د بالجسم.[2]Wranicz J, Szostak-Wegierek D. Health outcomes of Vitamin D. Part I. Characteristics and classic role. Rocz Panstw Zakl Hig 2014;65:179–84 [3]Bikle D. Nonclassic actions of Vitamin D. J Clin Endocrinol Metab 2009;94:26–34 [4]Vitamin D Deficiency and Risk for Cardiovascular Disease(2008): https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2726624/ [5]Randomized trial of vitamin D supplementation to prevent seasonal influenza A in schoolchildren(2010): https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/20219962/

احتياجات الجسم اليومية من فيتامين د

يتم تقدير احتياجات الجسم اليومية من فيتامين د بناءً على عدة عوامل، لعل أهمها النوع والعمر ووزن الجسم. لكن بشكل عام، فإن التوصيات الطبية تشير إلى أن الكمية اليومية الموصى بها تبلغ في المتوسط 400 وحدة دولية للأطفال الرضع الذين لا يتجاوز عمرهم عام واحد، في حين أنها 600 وحدة دولية للأعمار بدءًا من عمر عام وحتى عمر 70 عام. أما الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 70 عام، فإن الجرعة الموصى بها من فيتامين د تبلغ 800 وحدة دولية.[6]Dawson-Hughes B, Heaney RP, Holick MF, Lips P, Meunier PJ, Vieth R, et al. Estimates of optimal Vitamin D status. Osteoporosis Int 2005;16:713–6 [7]Henderson A. Vitamin D and the breastfed infant. J Obstet G necol Neonatal Nurs 2005;34:367–72

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأعراض نقص فيتامين د

هناك بعض العوامل والتأثيرات التي يتسبب وجود أحدها أو أكثر في زيادة خطر الإصابة بأعراض نقص فيتامين د، ولعل أهم هذه العوامل ما يلي:[8]Holick MF. Vitamin D deficiency. N Engl J Med 2007;357:266–81 [9] Mithal A, Wahl DA, Bonjour JP, Burckhardt P, Dawson-Hughes B, Eisman JA, et al. Global Vitamin D status and determinants of hypovitaminosis D. Osteoporosis Int 2009;20:1807–20

الجنس

تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د مقارنة بالرجال، ولاسيما في فترات الحمل والرضاعة، حيث تتزايد حاجة الجسم إلى كميات إضافية من فيتامين د. في حال عدم تعويض هذا الطلب المتزايد بكميات إضافية من فيتامين د (مكملات غذائية)، تبدأ أعراض نقص فيتامين د في الظهور.

العمر

تشير الإحصائيات الطبية إلى أن كبار السن من أكثر الفئات المعرضة للإصابة بأعراض نقص فيتامين د، ويعزى سبب ذلك إلى أن قدرة الجسم على تخليق فيتامين د تتقلص مع التقدم في العمر. أيضًا وعلى سياق متصل، فإن الأطفال الرضع معرضون كذلك للإصابة بأعراض نقص فيتامين د، حيث أن لبن الأم أو الألبان الصناعية تكون ذات محتوى منخفض من فيتامين د، لذا ينبغي إعطاء فيتامين د في صورة مكملات غذائية دوائية.

لون البشرة

تعتبر أشعة الشمس هي المصدر الرئيسي لفيتامين د، حيث يقوم الجلد بإنتاج فيتامين د عند التعرض لمستويات معينة من الأشعة فوق البنفسجية الآمنة الموجودة بأشعة الشمس الصباحية. لكن لوحظ أن الأشخاص ذوي لون البشرة الداكن تنتج الخلايا الجلدية لديهم كميات أقل من فيتامين د مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، وهو ما يشير بشكل واضح إلى أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د.

أشعة الشمس

كما ذكرنا في الأعلى، تعتبر أشعة الشمس هي المصدر الرئيسي لفيتامين د، لذا فإن قلة التعرض لأشعة الشمس يزيد من احتماليات الإصابة بأعراض نقص فيتامين د، وهو ما يحدث في عدة حالات، منها على سبيل المثال لا الحصر: التواجد في مناطق يندر فيها ظهور الشمس كدول أوروبا والشمال، الاستخدام الدائم للكريمات الواقية من الشمس، ارتداء الملابس التي تغطي كامل الجسم.

عوامل أخرى

وتشتمل هذه العوامل على ما يلي: الإصابة بأمراض سوء التغذية، الخضوع لجراحات السمنة مثل تكميم المعدة، السمنة المفرطة، التواجد لفترات طويلة في أماكن ملوثة بأبخرة الرصاص والزئبق كما في المصانع سيئة التهوية.

أعراض نقص فيتامين د

يلاحظ أن الحالات التي تعاني من انخفاض طفيف في مستويات فيتامين د لا يظهر عليها أي أعراض مرضية تذكر، أما في الحالات المتقدمة من المرض، فإن النقص الشديد في فيتامين د يؤثر بشكل أساسي على العظام والعضلات، حيث يعاني المريض من الأعراض المرضية التالية:[10]Gallagher JC, Sai AJ. Vitamin D insufficiency, deficiency, and bone health. J Clin Endocrinol Metab 2010;95:2630–3

  • نوبات متكررة من آلام العظام
  • نوبات متكررة من آلام العضلات والشد العضلي
  • وجود ضعف بالعضلات (أكثر وضوحًا عند المشي أو صعود المرتفعات)
  • زيادة قابلية التعرض لكسور العظام

المضاعفات المرضية الناجمة عن نقص فيتامين د

لا تنحصر المشكلات الصحية الناجمة عن نقص فيتامين د في الأعراض المرضية سالفة الذكر، حيث أن إهمال علاج الحالة أو علاجها بطريقة خاطئة من شأنه أن يتسبب في ظهور العديد من المضاعفات المرضية الخطيرة، مثل:[11]Pettifor JM. Nutritional rickets: Deficiency of Vitamin D, calcium, or both? Am J Clin Nutr 2004;80:1725S–9S

الكساح

هو مرض يصيب العظام في مرحلة الطفولة، حيث يؤثر على نمو العظام، ويؤدي إلى إصابتها بالضعف واللين، كما يزيد من احتمالية تعرض العظام المصابة للتشوهات مثل انحناء العمود الفقري أو تقوس الساقين، بالإضافة إلى كثرة الإصابة بالكسور.

هشاشة العظام

هو مرض يصيب العظام في البالغين، حيث يعاني المريض من آلام شديدة ومتكررة بالعظام، فضلًا عن كثرة التعرض لكسور العظام والإصابة بالتشوهات العظمية.

زيادة احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة

تشير الدراسات الطبية أن نقص فيتامين د يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، لعل أهمها: أمراض القلب وتصلب الشرايين، مرض السكري من النوع الثاني، داء التصلب المتعدد، الاضطرابات النفسية ولاسيما القلق والاكتئاب، الأورام السرطانية وخاصة سرطان البروستاتا والثدي والقولون.

تشخيص نقص فيتامين د

لا يمكننا الاعتماد فقط على شكوى المريض من حدوث نوبات متكررة من آلام العظام والعضلات لتشخيص نقص مستوى فيتامين د بالجسم، إذ يمكن أن تكون هذه الأعراض المرضية مؤشرًا للعديد من المشكلات الصحية الأخرى. لذا ولتأكيد التشخيص يتم إجراء اختبار دم معملي يهدف إلى قياس مستوى فيتامين د بالجسم، وبناءً عليه يتم تأكيد التشخيص، وتحديد مدى شدة وخطورة الحالة. كذلك في الحالات المتقدمة من المرض، قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء اختبار قياس كثافة العظام، وذلك في حالة الاشتباه بإصابة المريض بهشاشة العظام، والتي تعد أحد المضاعفات المرضية الشائعة الناجمة عن نقص فيتامين د.[12]Pearce, S. H., & Cheetham, T. D. (2010). Diagnosis and management of vitamin D deficiency. Bmj, 340

علاج نقص فيتامين د

أقراص فيتامين د

يتم علاج نقص فيتامين د بشكل أساسي من خلال إعطاء مكملات فيتامين د الدوائية، والتي تتوافر في صورة أقراص أو محاليل قابلة للشرب أو الحقن. يتم تحديد الجرعة المناسبة للحالة اعتمادًا على عدة عوامل، منها: مستوى فيتامين د بالجسم (يتم قياسه معمليًا)، وزن الجسم، عمر المريض، الحالة الصحية.. إلخ.

كذلك يتم توجيه المريض إلى الاعتماد على نظام غذائي يتألف بشكل أساسي من الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل منتجات الألبان والبيض والأسماك الدهنية. كما يوصى بالتعرض يوميًا لأشعة الشمس الصباحية لمدة لا تتجاوز 20 – 30 دقيقة.[13]Cannell, J. J., Hollis, B. W., Zasloff, M., & Heaney, R. P. (2008). Diagnosis and treatment of vitamin D deficiency. Expert opinion on pharmacotherapy, 9(1), 107-118.‏

اقرأ أيضًا: ما هو أفضل وقت لتناول المكملات؟ أشهر 10 مكملات وأوقاتها

الجرعات الزائدة من مكملات فيتامين د الدوائية

عند الخضوع للعلاج باستخدام مكملات فيتامين د الدوائية، من الضروري الالتزام بالجرعات التي يقرها الطبيب المعالج، كما يوصى بضرورة فحص مستوى فيتامين د بالدم بصورة دورية منتظمة، وذلك لمراقبة تطور الحالة، وتجنب زيادة مستويات فيتامين د عن النسب الطبيعية المقررة، ولاسيما أن زيادة مستوى فيتامين د بالجسم قد يتسبب في بعض التأثيرات الصحية السلبية، والتي تشمل:[14]Nimesh M, Singh P, Jhamb U, Dubey A P. An unsuspected pharmacological Vitamin D toxicity in a child and its brief review of literature. Toxicol int 2015;22:167

  • زيادة مستوى الكالسيوم بالدم: مما يؤدي بدوره إلى شكوى المريض من الغثيان، الإمساك، فقدان الشهية نحو الطعام، تشوش الذهن والذاكرة
  • زيادة مستوى الكالسيوم بالبول: وهو أمر يزيد من احتمالية تكوين حصوات الكلى

تفاعلات دوائية هامة ينبغي وضعها بعين الاعتبار عند تناول مكملات فيتامين د الدوائية

في حالة الخضوع للعلاج باستخدام مكملات فيتامين د الدوائية، ينبغي إبلاغ الطبيب المعالج بأي أدوية أخرى قد يتناولها المريض، وذلك لوجود العديد من التفاعلات الدوائية التي قد تنشأ وتؤثر على الحالة الصحية للمريض. ولعل أهم هذه الأدوية ما يلي:[15] Robien, K., Oppeneer, S. J., Kelly, J. A., & Hamilton‐Reeves, J. M. (2013). Drug–vitamin D interactions: a systematic review of the literature. Nutrition in Clinical Practice, 28(2), … Continue reading

  • أدوية علاج التشنجات

يلاحظ أن هذه الأدوية تقلل من التأثير العلاجي لمكملات فيتامين د، لذا ينصح في هذه الحالة بزيادة جرعة مكملات فيتامين د أو إيقاف أدوية علاج التشنجات لفترة من الوقت إذا كان ذلك الأمر متاحًا، ولا يؤثر على الحالة الصحية للمريض.

  • أدوية علاج ارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم

حيث تؤثر مكملات فيتامين د على التأثير العلاجي لهذه الأدوية.

  • أدوية علاج الصدفية

يلاحظ أن هذه الأدوية تضاعف من التأثير العلاجي لمكملات فيتامين د، لذا ينصح في هذه الحالة بتقليل جرعة مكملات فيتامين د، أو إيقاف أدوية علاج الصدفية لفترة من الوقت إذا كان ذلك الأمر متاحًا، ولا يؤثر على الحالة الصحية للمريض.

  • أدوية علاج القلب مثل ديجوكسين وديلتيازيم

يشبه تأثيرها نفس تأثير أدوية علاج الصدفية.

  • عقار أورليستات

يستخدم هذا العقار على نطاق واسع لإنقاص الوزن، لكن يتسبب بشكل مباشر في الحد من امتصاص فيتامين د، لذا لا يوصى باستخدامه أثناء فترة تناول مكملات فيتامين د الدوائية.

  • الستيرويدات

تعمل الستيرويدات على إضعاف آلية معالجة الجسم لفيتامين د، لذا يوصى في هذه الحالة إما بزيادة جرعة فيتامين د الدوائية أو إيقاف الستيرويدات بشكل مؤقت أثناء فترة العلاج إذا كان ذلك متاحًا، بما لا يؤثر على الحالة الصحية العامة للمريض.

الوقاية من الإصابة بأعراض نقص فيتامين د

لأن "الوقاية خير من العلاج" ينصح دائمًا باتباع التعليمات التالية كي تكون بمأمن من خطر الإصابة بأعراض نقص فيتامين د، وما تتضمنه من مضاعفات.[16]Hatun S, Ozkan B, Bereket A. Vitamin D deficiency and prevention: Turkish experience. Acta Pediatric 2011;100:1195–9

1. التعرض لأشعة الشمس

يوصى بالتعرض لأشعة الشمس الصباحية بما لا يقل عن 3 مرات أسبوعيًا، بما لا يتجاوز 20 – 30 دقيقة في المرة الواحدة، مع مراعاة تعريض الوجه والذراعين والساقين لأشعة الشمس، دون وضع أي مستحضرات واقية للشمس. لكن على الجانب الآخر، ينبغي على الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة أو اللذين لديهم تاريخ مرضي شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان الجلد، ضرورة مراجعة طبيب مختص قبل تطبيق استراتيجية التعرض المنتظم لأشعة الشمس، ولاسيما أن أشعة الشمس المباشرة تعد أحد عوامل الخطورة التي قد تكون سببًا في الإصابة بسرطان الجلد.

2. الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د

حيث ينبغي الاهتمام بتناول الأطعمة ذات المحتوى المرتفع من فيتامين د، مثل منتجات الألبان والبيض والأسماك الدهنية كالرنجة والتونة والسردين، ولاسيما للأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس لوقت كافي كما في المناطق ذات الأجواء الباردة وفصل الشتاء.

3. تناول مكملات فيتامين د الدوائية

يمكن استخدامها في حال عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة لسبب أو لآخر، لكن أولًا لابد من استشارة الطبيب المعالج، وضرورة قياس مستوى فيتامين د بالدم، وذلك لتجنب التعرض للجرعات الزائدة وما تتضمنه من تأثيرات صحية غير مستحبة.

وفي الختام، يعد نقص فيتامين د أحد مشكلات سوء التغذية شائعة الحدوث، والتي قد تكون سببًا في العديد من المشكلات الصحية بدءًا من آلام العظام والعضلات انتهاء بالكساح وهشاشة العظام. لحسن الحظ يمكن علاج مثل هذه الحالات باستخدام مكملات فيتامين د الدوائية تحت إشراف طبي متخصص، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بفيتامين د، والتعرض لأشعة الشمس الصباحية.

المراجع[+]

نُشر في 2021-03-05
د. رامي شهاب الدين
د. رامي شهاب الدين حاصل على بالكالوريوس الطب والجراحة عام 2009 مساعد أخصائي نساء وتوليد بأحد المستشفيات الحكومية المصرية
© 2024 جميع الحقوق محفوظة لموقع الأصحاء | ALASEHA
اطلب المشورة من أطباء مختصين في حال الشكوى الصحية
leafwarning linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram